الجمعة، 1 فبراير 2013

أسباب تحصيل الفرقان في زمن الاختلاف 3

36518_456794414386899_1405736719_sأسباب تحصيل الفرقان في زمن الاختلاف 3السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نتدارس الأسباب التي نحصل بها الفرقان لنفرق بين الحق والباطل في هذا الزمن الذي كثرت فيه الخلافات الفكرية والمنهجية. ذكرنا في الحلقتين الماضيتين أن التقوى من أهم أسباب تحصيل الفرقان وأن الاستهانة بالمعصية يؤدي إلى الحرمان من الهداية. نذكر اليوم سببين آخرين: أولهما: الحذر من الظلم. نلاحظ إخواني أن الله عز وجل ختم عشر آيات من القرآن الكريم في مواضع مختلفة بقوله سبحانه: ((والله لا يهدي القوم الظالمين)) أو ((إن الله لا يهدي القوم الظالمين)). هذا التركيز على المعنى له دلالة ولا شك. فالإنسان الظالم الذي لا يضع الأشياء في موضعها ليس قلبه موضعا مناسبا للهداية. ويشمل ذلك ظلم الأفراد والجماعات والمبادئ بحيث لا يتحلى الفرد بالإنصاف بل يطلق أوصافا تعميمية ويغض من قيمة الناس ولا يقدر جوانب الخير فيهم...هذا يحرم نفسه من الفرقان. كل أشكال الظلم تعرضك للحرمان من الفرقان والبقاء في تيه اختلاف المبادئ والأفكار...ظلم أولادك، ظلم جيرانك، ظلم موظفيك، ظلمك أصحابَ العمل...((والله لا يهدي القوم الظالمين)). إذن فاحذر من الظلم لتكون أهلا أن يهديك الله تعالى.السبب الثاني لتحصيل الفرقان هو: التواضع للحق. كم من إنسان جاءه الحق وعلمه للحظة وكاد ينير قلبه، لكنه رد هذا الحق كبرا على من جاءه به أو انتصارا لنفسه وترفعا عن أن يقال عنه أنه يغير أفكاره ومعتقداته بسهولة. هذا الإنسان يحرم نفسه من خير كثير من أجل عز موهوم. قال الله تعالى: ((الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)) (غافر: 35).يجادل ويلهيه الرد على خصمه عن الانتفاع بالحق الذي جاءه به، وهذا كبر ينبغي لكل واحد منا أن يفتش عنه في نفسه مهما دق وقل، فإنه قاتل مهلك حارم من الخير. نسأل الله أن يهدينا ويجعلنا من المتواضعين للحق. والسلام عليكم ورحمة الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Google