عندما تجوع الحرة ويأكل غيرها بثدييها!!
"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها": مثل يضرب لمن لمن يصون نفسه في الضرّاء عن المكاسب الدنيّة، أي لا يمنعه من صيانة نفسه شدّة فقره. كنا نقول هذا المثل أيام انخراط الأردن في معاهدة السلام مع اليهود وقبوله بإملاءات الدول التي لا زالت تستعمرنا سياسيا وثقافيا واقتصاديا. كنا نقوله ردا على الذين وعدوا أيامها بانتعاش اقتصادي سيتتحق للبلد وارتفاع لمستوى المعيشة وزيادة من حصص المياه ورفاه ورغد سيتقلب فيه أهلها عندما يقبلون باتفاقيات الذل والعار وسخط الرحمن.
الملفت للنظر هذه الأيام أن الشعب مطالب بالتنازل عن دينه وأخلاقه بلا مقابل! بلا وعود بالرفاه هذه المرة! فالوعود التي مر عليها ثمانية عشر عاما كانت سرابا. حدثان متزامنان ينتظران الأردن: تنفيذ اتفاقية سيداو المعادية للدين والأخلاق، وفي الوقت ذاته رفع الأسعار!!! أين الرشاوى الموعودة هذه المرة حتى يقبل الشعب بالتنازل؟! لم يعد هناك داع للرشاوى! مرت ثمانية عشر عاما ولم يحصل أهل هذا البلد شيئا من الرفاه سوى المياه العادمة التي كافأنا بها اليهود بضخها إلى سد الملك عبد الله لتنزل من صنابير المياه في البيوت بدءا من عام 1998!
هذا المصير السيئ لمن يرضى بالتنازل عن شيء من دينه مقابل متاع حقير من الدنيا هو تذكرة بالخذلان الأكبر الذي سيحصل يوم القيامة الذي وصفه الله بقوله: ((وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)).
إن كان يطلب من الشعب أن يتنازل عن دينه وأخلاقه ثم هو لا يقبض الرشاوى على ذلك، فمن يقبضها؟ أم أننا وصلنا إلى مرحلة تجوع فيها الحرة ولا تأكل هي، بل يأكل غيرها بثدييها؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق