توفيت اليوم زوجة الشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره ورحم الله زوجته. أعانك الله يا أبا محمد...ليس شيئا سهلا أن تتوفى زوجته وهو في أسره لم يرها في آخر أيامها. أبو محمد رجل رقيق القلب محب لأهله. مرضت أم محمد بعد زواجهما منذ حوالي ثلاثين عاما فكان وفيا لها حانيا عليها في مرضها. قد قضى أبو محمد أكثر من خمسة عشر عاما من عمره في السجون من ولا زال صابرا محتسبا فيما نحسبه. كان في الأسر إذا ذكر ابنه عمر، رحمه الله وتقبله في الشهداء، بكى...فإذا صبرناه قال: (والله لا أبكي عليه لأنه توفي، ولكني أتساءل: هل تقبله الله؟ لئن تقبله فلا يهمنا أنه قتل)...هذا مع ما بلغه عن عمر من عبادة وحسن خلق وورع في أرض الجهاد-نحسبه والله حسيبه. كتب أثناء حبسنا الأخير قصيدة في عمر وقدم لها بمقدمة...وحتى يفهم القارئ بعض أبياتها فليعلم ان عمر كانت له أيام مراهقة كباقي الشباب لكنه كان فيها ذا نبل وشجاعة كأبيه. ثم من الله عليه بالتدين وخرج للجهاد في السادسة عشرة من عمره ثم وقع في الأسر فصبر ثم خرج وقاتل المحتلين حتى قتل.إليكم نص القصيدة مع مقدمة أبي محمد: (عندما اقتربنا من امكانية التواصل مع عمر بعد انقطاع طال، وبدأنا نتوقع وصول شئ من اخباره أو رسالة منه عن طريق بعض اصحابه،فجأة جاءتنا صورته وقد قضى نحبه مجندلاً بضربة على هامته كشفت عن دماغه ، رأيتها قبيل اعتقالي بيومين فلا زالت منطبعة في ذهني،إلى أن جاءت هذه الأبيات...) (أبو محمد المقدسي): أبنيًّ يا عمر الحبيبَ أجبتني *** لما سألتُ عن النوى اخواني بوسام صدقٍ قي جبينك شامخ *** لم ينكسر يوما لدى الطغيان يا ضربة في قمة ِالرأس انضحي *** مسكا ولون الدمّ أحمر قاني ياضربةَ في هام عزٍ فافخري *** فالتاج أنت وأسطعُ البرهان لم تعلُ رايتنا وينصر ديننا *** إلا ببذل جماجم الشجعان أثلجتَ يا عمر الحبيب صدورنا *** بجميل ذكرك نجدةً وتفاني والهام منك إلى المعالي شامخاً *** حتى وانت مجندل الجثمان الله أكبر يا عظيم كرامةٍ *** إن يقبل المولى غداً قرباني(ومهاجر في الله ودع أهله) *** لم يلتفت للدمع والأشجان ترك الغنا واللهو بين حمائمٍ *** وملاعب الأتراب والخلان وتبدلت أحواله من غفلة *** وجميل أثواب وعيش أمان لعبير بارود وصوت مدافع *** وغبار صولات وهول طعان ورباط ثغر في العراق وساحه *** ورباط جأش في لظى القضبان فالله أسأله القبول لحِبنا *** وحياته في جنة الرحمن لا زال طيفك يافعا يرتادني *** ماودعته حداثة الفتيان(كهلال أيام مضى لم يكتمل) *** إلا بأرض معامع وطعان لله درك يا حبيب تنوعت *** فيك التجارب في قصير زمان جئت العراق لست عشرة حجة *** في همة والعمر في الريعان بثمان أعوام به قد خضت ما *** لمّا يخضْ من أكهل الشيبان فمهاجراً ومرابطاً ومجاهداً *** والاسر ذقت وقِتْلة الشجعان ولقد نصرت كتاب ربك بالدما *** وحفظته في الصدروالوجدان وصدعت في وجه الطغاة ولم تزل *** تسعى لتنكأ أعبُدَ الصلبان فأخذت من هذا نصيباً طيباً *** وبلغت من ذيّاك أرفع شان ولقد تسابقنا لنصرة ديننا *** فسبقتنا وأبوك في الميدان(جاورتُ أعدائي وجاور ربه) *** شتان بين جواره ومكاني وكذاك نحسبه وربي غافر *** وحسيبه في السروالاعلان قدمتُ للمولى أعزَّ أحبَتي *** يا ربَ فاقبله بأعلى جنان يا رب واختم بالشهادة سعينا *** واجمعنا عند نبينا العدنان صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما ذبَت الأنصار عن قرآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق